بسم الله الرحمن الرحيم
الله سبحانه وتعالى موصوف بالصفات العليا، وله الأسماء الحسنى. قال الله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة.
وكل اسم من أسماء الله تعالى، وكل صفة من صفاته لها معان ومدلولات، إذا عرفها المسلم ورث ذلك له زيادة في إيمانه.
وأسماء الله تعالى كلها لها أدلتها من الكتاب والسنة، فكل اسم لا دليل عليه من كلام الله ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا يصح أن نسمي الله تعالى به.
وكل صفة لم ترد في كلام الله تعالى ولا في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لم يصح أن نصف الله تعالى بها.
وصفات الله تعالى أقسام:
صفات نثبتها لله مطلقا.
صفات ننفيها عن الله مطلقا.
صفات نثبتها لله مقيدة.
صفات نستفصل فيها.
وفي هذه اللحظة بإذن الباري تعالى سنتحدث عن صفة الجود.
وقد ورد ذكرها في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جواد يحب الجود.
فالجواد هو المتصف بالجود، وهو كثرة الفضل والإحسان.
وجود الله تعالى قسمان:
جود مطلق: وهو ما عم جميع الكائنات، فكلها عمها فضله وإحسانه.
وجود خاص بالسائلين والطالبين، سواء سألوه بلسان الحال أو المقال، وسواء كان السائل مسلما أو كافرا، برا أو فاجرا، فمن سأل الله تعالى وهو صادق في سؤاله أعطاه الله سؤله.
وهنا سؤال: ما هو الفرق بين الجود والسرف ؟
الجواد حكيم يضع العطاء في موضعه، أم المسرف والمبذر فإنه لا يضعه في موضعه، وإن كان قد يصادف عطاؤه موضعه.
وللجود مراتب:
الجود بالنفس، وهو أعلى المراتب، قال تعالى: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.
الجود بالرياسة، والجود بها إيثارها في قضاء حوائج المسلمين.
الجود بالراحة.
الجود بالعلم، وهو بذله لمن سأله، وهو أشرف من الجود بالمال، لأن العلم أشرف من المال.
الجود بالنفع وبالجاه، كالشفاعة وغيرها، وفي الحديث: اشفعوا تؤجروا.
الجود بنفع البدن.
الجود بالعرض. وفي حديث أبي ضمضم رضي الله عنه كان إذا أصبح قال: (اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس وقد تصدقت عليهم بعرضي فمن شتمني أو قذفني فهو في حل). فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم).
الجود بالصبر وتحمل أذى الآخرين.
الجود بالخلق الحسن والبشر وطلاقة الوجه، وفي الحديث: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه منبسط.