الفرق بين الإجازة العلمية والإجازة الحديثية ( إجازة الرواية)
أما إجازة الرواية:
فهي إِذْنُ الشيخ لتلميذه بالرواية عن طريقه وهي لا تعني العلم بحال فالشيخ لا يشهد لتلميذه بالعلم لذا صحت الإجازة للصغير عند جمهور المحدثين وبعضهم صححها للمعدوم الذي لم يولد بعد وهذا لأن هذه الإجازة لا تعني العلم بل لا يشترط في المجاز أن يكون عالما.
وهذه الإجازة قد تكون بالسماع وقد تكون مجردة فيقرأ الطالب على شيخه متنا من المتون أوكتابا من كتب الحديث ولكنها قراءة رواية فهي كذلك لا تعني أن الشيخ شهد لتلميذه بالعلم جلّ ما في الأمر السماع لهذا الكتاب.
ولهذا عد كثير من أهل العلم أمثال هذه الإجازات فقط للبركة فهي لا تزيد ولا تنقص من الناحية العلمية فكم من عالم كبير له وزنه في العلم لا يحمل أي إجازة من هذه الإجازات وكم من شخص لا يحسن بدهيات العلم معه عشرات بل مئات الإجازات.
هذه الإجازة الحديثية أو إجازة الرواية.
أما الإجازة العلمية:
فهي التي يشهد الشيخ فيها لتلميذه بالعلم والقدرة على التعليم وهذه الإجازة تكون بعد سنوات من الجثو على الركب بين يدي العلماء والمحدثين والقراء ونحوهم من أهل العلم الأفذاذ وبعد ممارسة الطالب للعلم واشتداد عوده فيه يرى الشيخ تلميذه صار مؤهلا لنيل الإجازة فيعطيه هذه الإجازة ويشهد له بالعلم ويزكيه ويأذن له بالتدريس والتعليم.
ومن هذه الإجازات إجازات القرآن والقراءات.
فلا بد لمن أراد الإجازة في القرآن وقراءاته أن يحفظ القرآن على يدي شيخ مقرئ متقن وهو في أثناء ذلك يعلمه التجويد وبعد إتقانه للحفظ والتجويد معاً يعطى الإجازة بالرواية التي قرأها على شيخه ثم يشرع معه في القراءات وهكذا.
وبعد أن يتم القراءات ويتقنها مع حفظ متن فيها - فمن أراد رواية حفظ فيها متنا، ومن أراد قراءة حفظ فيها متنا، ومن أراد السبعة حفظ الشاطبية، ومن أراد تتمة الصغرى حفظ الدرة، ومن أراد العشر الكبرى حفظ الطبية.
وبعدهذا كله لو أجازه أحد المشايخ بالقراءات كما يفعل بعض علمائنا فهذا الإسناد لعلو السند أو ما شابه فلا يرقى للإسناد السماعي فهو في المرتبة الثانية.
وللأسف نجد الآن من لم يقرأ القرآن على شيخ قراءة كاملة من أوله إلى آخره بل جل أمره إجازات من مشايخ أحسنوا الظن به تراه يصير شيخ الشيوخ وعلم العلماء مع أن أسانيده كلها بالإجازات المجردة عن السماع.
هذه أخي الحبيب بعض الفروق بين الإجازة العلمية والإجازة الحديثية.
وأما بالنسبة للإجازة الحديثية الخاصة والإجازة الحديثية العامة:
فقد قسم العلماء الإجازة الحديثية إلى أنواع:
1.أن يجيز معين لمعين ومثاله أن يقول الشيخ لطالب بعينه أجزت لك الكتاب الفلاني بعينه.
2.أن يجيز لمعين غير معين ومثاله أن يقول الشيخ لطالب بعينه أجزت لك جميع مروياتي.
3.أن يجيز لغير معين بوصف العموم كأن يقول أجزت للمسلمين أو لمن أدرك زماني.
4.أن يجيز لمجهول أو بمجهول مثاله أن يقول أجزت لمحمد، أو أجزت لك كتاب السنة فنحن لا نعرف من محمد المقصود ولا نعرف أي كتاب من كتب السنة قصد.
5.الإجازة للمعدوم كالطفل الذي لم يولد.
6.إجازة ما لم يتحمله المجيز الآن على أنه إذا تحمله أجازه به كأن يجيز الشيخ بمرويات شيخ لم يلتق به ولم يجز منه وهو في نيته أن يزوره ويستجيز منه أو يسمع منه.
7.إجازة المجاز يعني أن الشيخ لم يسمع من شيخه وإنما بالإجازة ويجيز الطالب بهذه الإجازة.
وبهذا التقسيم تعرف الإجازة الخاصة من الإجازة العامة في الإجازات الحديثية.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم أبو الحجاج يوسف بن أحمد آل علاوي الأردني.