آداب العشرة
قال أبو البركات بدر الدين محمد الغزي رحمه الله
فمن آداب العشرة :
حسن الخلق مع الإخوان والأقران والأصحاب، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: وقد قيل له : ما خير ما أعطي المرء ؟ قال : حسن الخلق.
ومنها تحسيم ما يعاينه من عيوب أصحابه، فقد قال أبو مازن : المؤمن يطلب معاذير إخوانه ، والمنافق يكلب عثراتهم، وقال حمدون القصار : إذا زل أخ من إخوانك فاطلب له تسعين عذرا ، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب.
ومنها معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهرا وباطنا، قال الله تعالى : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله ، ألا إن حزب الله هم المفلحون.
وللمعاشرة أوجه :
فللمشايخ والأكابر بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم، وللأقراه والأساط بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام، ما لم يكن إثما.
وللمريدين والأصاغر بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم وآداب السنة ، وأحكام البواطن، والهداية إلى تقويمها بحسن الأدب.
ومنها الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها، قال الفضيل بن عياض: الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده يجب عليه معاشرة من يعينه عليه. قال بعض الحكماء : المؤمن طبعا وسجية، وقال ابن الأعرابي : تناس مساوئ الإخوان يدم لك ودهم، وواجب على المؤمن أن يجانب طلاب الدنيا، فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها، وذلك يبعده عن نجاته ويقظته عنها، ويجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة، ولذلك قال ذو النون لمن أوصاه : عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك، وتعينك رؤيته على الخير، ويذكرك مولاك.
ومنها قلة الخلاف مع الإخوان ولزوم موافقتهم فيما يبيحه العلم والشريعة، قال أبو عثمان : موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم.
ومنها أن يحمدهم على حسن ثنائهم وإن لم يساعدوك باليد