فائدتان على تلقين الميت :
الأولى :
أن المقصود بتلقين الميت إنما هو قول : " لا إله إلا الله " لا قول " محمد رسول الله " كما دلت عليها الأحاديث النبوية ، ومنها حديث أبي طالب المشهور ، وحديث أنس وسيأتي؛
قال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى – في الشريط (361) من سلسلة الهدى والنور :
[ والمقصود فقط قول : " لا إله إلا الله " ، دون قول " محمد رسول الله " فهي التي جاء بها النص ، وإن كانت هي تمام الشهادة ، لكن لا تقال في حال الاحتضار ، لأنها
أولا : مخالفة للسنة ،؛
وثانيا : لكي يكون الميت متوجها بقلبه كله إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
فعند حضور الموت لا يلقن إلا شهادة التوحيد فقط ] اهـ.
الثانية :
أن ما ذكره بعض أهل العلم مِن أنّ المُلقِّن لا يقول للميت : " قل " خلافُ الثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال العلامة الألباني في " أحكام الجنائز":
[وليس التلقين ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها إياه، بل هو أمره بأن يقولها خلافا لما يظن البعض، والدليل حديث أنس رضي الله عنه:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من الأنصار، فقال: يا خال! قل: لا إله إلا الله، فقال: أخال أم عم؟!
فقال: بل خال .
فقال: فخير لي أن أقول: لا إله إلا الله؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم".
أخرجه الامام أحمد (3 / 152، 154، 268) بإسناد صحيح على شرط مسلم.
وقال الحسين الجُعْفي : دخلت على الأعمش أنا وزائدة في اليوم الذي مات فيه ، والبيت ممتلئ من الرجال ، إذ دخل عليه شيخ ، فقال : سبحان الله ! تَرَون الرجل وما هو فيه وليس أحد منكم يلقِّنُه ؟! فقال الأعمش هكذا ! ، فأشار بالسبابة وحرك شفتيه .
رواه عبد الله بن أحمد في كتاب أبيه " العلل ومعرفة الرجال " (2/76/462) بسند صحيح]اهـ
ويؤكده الأصل اللغوي لكلمة لقّن بالتضعيف ، قال في " المصباح المنير في غريب الشرح الكبير " :
[( ل ق ن ) : الرَّجُلُ الشَّيْءَ لَقَنًا فَهُوَ لَقِنٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِمَهُ ، وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ إلَى ثَانٍ ، فَيُقَالُ لَقَّنْتُهُ الشَّيْءَ فَتَلَقَّنَهُ إذَا أَخَذَهُ مِنْ فِيكَ مُشَافَهَةً ]اهـ .
منقول