بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ أبو مالك عبد الحميد الجهني -حفظه الله ونفع به- في جواب له عن سؤال:
(السلفية هي ما كان عليه السلف الصالح عقيدة وشريعة وسلوكا , فمن تابع السلف في هذه الأصول كان سلفيا , ومن خالفهم وتنكب طريقهم لم يكن سلفيا , وخروج الشخص من السلفية لا يعني خروجه من الإسلام , بل يبقى في دائرة أهل البدع , وأهل البدع _ غير المكفرة _ هم مسلمون في الجملة مع ما عندهم من البدع ,
وعليه : فقول هذا الأخ إن (السلفية هي الإسلام , والإسلام هو السلفية) , غلط ظاهر , لأن السلفية لا تصح إلا إذا كانت نقية من البدع , وأما الإسلام فيصح مع البدع , كما هو معلوم , فالصوفي _ على سبيل المثال _ الذي يقيم الموالد , وليس عنده بدعة تخرجه من الإسلام , هو مسلم بدون شك , ولكن هل هو سلفي ؟
فإن قلنا : الإسلام هو السلفية , إذن يكون هذا الصوفي من السلفيين ؛ لأنه مسلم . ومن هنا يظهر لك الغلط الذى وقع فيه الأخ صاحب الكلمة المذكورة .
فإن قيل : إن المراد في هذه الكلمة هو الإسلام المصفى الذى كان عليه السلف ,
قلنا : إذن يكون قد فسر السلفية بالسلفية ! فيكون الكلام لا طائل تحته , ولا فائدة منه , لأن السلفية هي الإسلام المصفى الذى كان عليه السلف الصالح . ثم إن الذى يتبادر إلى الأذهان من كلمة الإسلام هو الإسلام الذى يدخل فيه المبتدعة , كالأشاعرة _مثلا _ فكيف يقال حينئذ : الإسلام هو السلفية ؟!
وأما قوله : إن الإمام البربهاري رحمه الله خالف الكتاب والسنة , فقول باطل , بل قول البربهاري هو الذي عليه أئمة السنة , أنه لا يقال للرجل إنه من أهل السنة إلا إذا كان على معتقد أهل السنة ومنهجهم , وهذا معنى كلام البربهاري رحمه الله .) اهـ
المصدر: http://al-afak.com/vb/showthread.php?t=163