فتاوى العلماء حول موضوع (فضل العشر من ذي الحجة)
أولاً : سماحة الشيخ العلامة ابن باز –رحمه الله-:
· عنوان الفتوى: فضل عشر ذي الحجة
سمعت من معلمة الدين في مدرستي أنه من المستحب صيام العشر الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، وأن العمل الصالح في هذه الأيام هو أحب الأعمال إلى الله -عز وجل-، وإذا كان هذا صحيحاً فمن الطبيعي أن يكون اليوم العاشر من ذي الحجة، والذي يلي يوم عرفة هو أول أيام التشريق، وهي أيام عيد للمسلمين الحجاج وغيرهم؛ ومما أعلمه هو أنه لا يجوز صيام أيام العيد؛ فما تفسيركم لذلك إن كان يحرم صيامه وهو من الأيام العشرة الأولى؟ وما هو اليوم العاشر البديل إن كان لا يصام، وهل إذا صمت هذه الأيام يجب علي أن أصومها كلها، علماً بأنني صمت السادس والسابع والثامن والتاسع، ولم أصم العاشر، مع توضيح عدد أيام عيدي الفطر والأضحى ففيها اختلاف؟
الجواب: العشر تطلق على التسع، ويوم العيد لا يحسب من عشر ذي الحجة، يقال: عشر ذي الحجة والمراد التسع فيما يتعلق بالصيام، ويوم العيد لا يصام بإجماع المسلمين، بإجماع أهل العلم، فإذا قيل صوم العشر، يعني معناها التسع التي آخرها يوم عرفة، وصيامها مستحب وقربة، روي عن النبي أنه كان يصومها -عليه الصلاة والسلام-، وقال فيها: إن العمل فيها أحب إلى الله من بقية الأيام، فإنه عليه الصلاة والسلام قال: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر)، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟، قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)، فهذه العشر مستحب فيها الذكر والتكبير والقراءة والصدقات ومنها العاشر، أما الصوم لا، ليس العشر منها، الصوم يختص بعرفة وما قبلها، فإن يوم العيد لا يصام عند جميع أهل العلم، لكن فيما يتعلق بالذكر والدعاء والصدقات فهو داخل في العشر يوم العيد، وأيام العيد ثلاثة غير يوم العيد، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، الجميع أربعة، يوم العيد وثلاثة أيام التشريق هذا هو الصواب عند أهل العلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله -عز وجل-)، فهي أربعة بالنسبة إلى ذي الحجة، يوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة، أما في رمضان فالعيد يوم واحد فقط، وهو أول يوم من شوال، هذا هو العيد، وما سواه ليس بعيد، له أن يصوم الثاني من شهر شوال، فالعيد يختص باليوم الأول في شوال فقط.
مقدم البرنامج: وبالنسبة للأضحى جزاكم الله خيراً؟ الشيخ: أربعة كما تقدم، عيد الأضحى أربعة أيام، يوم العاشر، والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، هذه كلها أيام عيد، لا تصام، إلا أيام التشريق تصام بالنسبة لمن عجز عن الهدي، هدي التمتع والقران رخصة خاصة، لمن عجز عن الهدي، هدي التمتع والقران أن يصوم الثلاثة التي هي أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ثم يصوم السبعة بين أهله، أما يوم العيد فلا يصام، لا عن هدي ولا عن غيره، بإجماع المسلمين؟.
مقدم البرنامج: أما صيام عيد الفطر فهو يوم واحد فقط؟. الشيخ: نعم يوم واحد فقط. المقدم: تذكر سماحة الشيخ أن صامت بعض أيام العشر من ذي الحجة، فتذكر أنها صامت مثلاً السابع والثامن والتاسع، ما هو توجيهكم. الشيخ: أعد، أعد. المقدم: تقول: أنها صامت بعض أيام العشر الأول من ذي الحجة؟. الشيخ: لا مانع، إذا صامت السابع والثامن والتاسع لا حرج، أو صامت أكثر من ذلك. المقصود أنها أيام ، أيام ذكر وأيام صوم، فإن صامت التسعة كلها فهذا طيب وحسن، وإن صامت بعضها فكله طيب، وإذا اقتصرت على صوم عرفة فقط فهو أفضلها يوم عرفة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن يوم عرفة أحتسب أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده). يوم عظيم، يستحب صيامه لأهل الحضر والبدو جميعاً إلا الحجاج فإنهم لا يصومون يوم عرفة، وهكذا بقية الأيام من أول ذي الحجة إلى يوم عرفة يستحب صيامها تسعة، لكن أفضلها يوم عرفة، يصام في الحضر والبادية سنة، إلا يوم العيد فلا يصام لا في الحج ولا غيره، والحجاج لا يصومون يوم عرفة، سنة للحاج ألا يصوم يوم عرفة بل يكون مفطراً كما أفطر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة.
( موقع سماحة الشيخ العلامة ابن باز –رحمه الله-)
ثالثا: معالي فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان:
1- عنوان الفتوى: الاجتهاد في العبادة أيام العشر الأول من الحجة
السؤال: أم سالم لها هذا السؤال تسأل يا شيخ تقول: ماذا يشرع إذا دخلت العشر الأوائل؛ وهل صيامها واجب، وما هي الأعمال الصالحة فيها ؟
الجواب: العشر الأول من ذي الحجة فيها فضل عظيم الله جل وعلا يقول: (وَلَيَالٍ عَشْر)، وهي عشر ذي الحجة، وهذه العشر يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيها ( ما من أيام العمل خير وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر)، فالعمل فيها مضاعف، وفيه فضل عظيم فيشغلها بذكر الله وبالصيام ويكثر من التكبير: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، وهي أيام العشر، واذكروا الله فيها بالتكبير، وتكرار التكبير بالليل والنهار، وفي الطرقات، فهي أيام تكبير، وأيام صيام، وأيام عبادات، فينبغي للمسلم أن يستغلها في قضائه للأعمال، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأما صيامها فلا يجب، وإنما هي سنة ومستحب، لأنه داخل في العمل الذي قال فيه ما من أيام للعمل خير وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فالصيام يدخل في العمل، ويروى عنه -صلى الله عليه وسلم- صام أيام العشر كما هو في المنتقى للمجد ابن تيمية، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم عشر ذي الحجة.
2- عنوان الفتوى: الأيام المستحب صومها للحاج في الأيام الأول من ذي الحجة
السؤال: أحسن الله إليكم يقول السائل: ما هي الأيام المستحب صومها للحاج في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة ؟
الجواب: نعم، العشر الأولى يستحب صومها للحاج وغيره، لكن يوم عرفة لا يستحب صومه لغير الحاج، أما الحاج فيستحب أن يفطر.
3- عنوان الفتوى: الأفضلية بين أيام العشر من ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان
السؤال: جزاكم الله خيرا، من أسئلة السائل أبو حسان يقول: أيهما أفضل من الأيام عشر ذي الحجة أو العشر الأواخر من رمضان، كي يواصل الإنسان العمل الصالح فيها؟
الجواب: كلا العشرين فيه خير كثير، وفضل جزيل، وفضائل كثيرة في هذين العشرين، ولكن يقول بعض العلماء: إن ليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان، أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر من رمضان، قال هذا بعضهم، والله أعلم.
4- عنوان الفتوى: المواظبة على صيام أيام من ذي الحجة
السؤال: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول: هل صيام عشر ذي الحجة سنة، لأن هناك من يقول: إن المواظبة على صيامها كل سنة لا أصل له، ولم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟
الجواب: أنا قلت لكم كم مرة هؤلاء مخذلون، همهم التخذيل، وأن الناس ما يعملون شي كل شي معهم ما هو بصحيح، وكل شي ضعيف، وكل شي ما دري كيف، هؤلاء مخذلون، ومرجفون، فلا يلتفت إليهم صيام عشر ذي الحجة مشروع مستحب، لأنه داخل في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه العشر، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا من خرج بنفسه، وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، والعمل الصالح يشمل الصيام، والصيام من أفضل الأعمال، فهو داخل في هذا الحديث الصحيح؛ وثانيا: ورد عن الرسول إنه صام عشر ذي الحجة، كما ذكر صاحب المنتقى للمجد بن تيمية المنتقى كتبه لبعض أصحاب السنن أن الرسول صام هذه الأيام، وصام هذه العشر، ولو لم يترك الحديث، فدخوله هذا في العموم ما من أيام العمل خير وأحب إلى الله من هذه العشر، فيدخل فيه الصيام، لأنه عمل صالح، لكن هؤلاء كسالى، ويريدون أن يخذلوا الناس عن الأعمال الصالحة، فلا يلتفت إليهم .