شرح الآجرومية
1- التعريف بصاحب الكتاب
المصَنِّف : وهو أبو عبد الله بن محمد بن داود الصّنْهَاجِيُّ المعروف بابن آجُرُّوم ، والمولود في سنة672 اثنين وسبعين و ستمائة ، والمتوفى في سنة723 ثلاث وعشرين وسبعمائة من الهجرة النبوية ـ رحمه الله تعالي.
1- شرح المقدمة الآجرومية:
قال رحمه الله: الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.
الكلام له معنيان: معنى في اللغة ومعنى في النحو.
أما معناه في اللغة فهو كل ما تحصل به فائدة سواء كان كتابة أو خطا او إشارة أو غيرها.
أما في اصطلاح النحويين، فلا بد أن تتوفر فيه أربعة شروط:
الأول: أن يكون لفظا، ومعناه النطق باللسان.
الثاني: أن يكون مركبا، أي مركبا تركيبا إسناديا، لا إضافيا ولا مزجيا.
الثالث: أن يكون مفيدا، ومعناه أن تكون فيه فائدة يحسن السكوت عليها.
الرابع: أن يكون بالوضع العربي، فإذا كان مركبا ومفيدا ولفظا، لكنه ليس باللغة العربية فلا يسمى كلاما عند النحويين.
قال رحمه الله: وأقسامه ثلاثة: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى
ذكر المصنف رحمه الله هنا أقسام الكلام، وبالتتبع والاستقراء ذكر العلماء أن الكلام لا يخرج عن هذا التقسيم الثلاثي.
فالاسم: هو كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان. مثل: محمد، زيد، فدوى ...
والفعل: كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بأحد الأزمة الثلاثة: الماضي أو المضارع أو الأمر، مثال: أكل، يأكل، كل./ ضرب، يضرب، اضرب ... وهكذا.
والحرف: كلمة دلت على معنى في غيرها، مثال: من إلى ، عن ....
قال المصنف: فالاسم يعرف بالخفض والتنوين، ودخول الألف واللام، وحروف الخفض، وهي: من وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام، وحروف القسم وهي: الواو والباء والتاء.
ذكر المصنف رحمه الله أن الاسم يتميز عن الفعل والحرف بقبوله إحدى هذه العلامات، وهي: الخفض والمراد به الكسر، والتنوين ودخول الألف واللام، وحروف الخفض وحروف القسم.
فإذا وجدنا كلمة مخفوضة، دل على أنها اسم، مثال: مررت برجل كريم.
وإذا وجدنا كلمة منونة، دل على أنها اسم، مثال: هذا رجل، ولد مجتهد ... ورأيت تلميذا مجتهدا، ومررت بتلميذ مجتهد وهكذا...
وإذا وجدنا كلمة تقبل أل، فهي اسم أيضا، مثل: الرجل واقف، المرأة واقفة، الشمس ساطعة، القمر مضيء .. وهكذا
وإذا وجدنا كلمة تقبل دخول حروف الجر عليها فهي اسم كذلك، مثال: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق، أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم، عن اليمين وعن الشمال قعيد، وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، وأنتم عاكفون في المساجد، أليس الله بعزيز ذي انتقام، وإنه لحب الخير لشديد ...
وإذا وجدنا كلمة تقبل دخول حروف القسم، دل على أنها اسم، مثاله: والفجر، وليال عشر، وأقسموا بالله جهد أيمانهم، وتالله لأكيدن أصنامكم...
قال المصنف رحمه الله: والفعل يعرف ب: قد والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة.
أي أن الفعل يتميز بقول هذه الحروف، وهي: قد والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة.
وقد تدخل على نوعين من الفعل: وهما: الماضي والمضارع.
وإذا دخلت على الماضي دلت على أحد معنيين: التحقيق والتقريب، مثال التحقيق: قد أفلح المؤمنون، وقوله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين. ومثال دلالتها على التقريب: قد قامت الصلاة، قد غربت الشمس ...
وإذا دخلت على المضارع دلت على أحد معنيين: وهما: التقليل والتكثير.
مثال دلالتها على التقليل: قد يصدق الكذوب، قد يجود البخيل، قد ينجح الكسول ...
ومثال دلالتها على التكثير: قد ينال المجتهد بغيته، قد يفعل التقي الخير
أما السين وسوف فتدخلان على المضارع فقط، وهما يدلان على التنفيس ومعناه الاستقبال، إلا أن السين أقل استقبالا من سوف.
مثال: سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم، سيقول المخلفون ....
ولسوف يعطيك ربك فترضى، سوف نصليهم نارا، سوف نؤتيهم أجورهم....
أما تاء التأنيث فتدخل على الفعل الماضي، مثاله: قالت الأعراب، قالت عجوز عقيم، إذ قالت امرأة فرعون ...
والخلاصة أن الفعل له أربع علامات: قد، السين، سوف، وتاء التأنيث الساكنة.
قال المصنف: والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل.
أي أن الحرف لا يصح دخول أي علامة من علامات الاسم أو الفعل عليه.
قال الحريري في ملحة الإعراب:
والحرف ما ليست له علامة فقس على قولي تكن علامة
مثاله: هل ، بل، لم، إلى، سوف ...