فوائد من – شرح حديث احفظ الله يحفظك-(تعرف إلى الله في الرخاء
بسم الله الرحمن الرحيم..
المرجع : وصية الحبيب – يا محب الحبيب \شرح ابن رجب الحنبلي\تحقيق أشرف بن عبد المقصود .
- قوله صلى الله عليه وسلم : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )
- يعني : أن العبد إذا اتقى الله وحفظه وراعى حقوقه في حال رخائه ، فقد تعرف على الله ، وصار بينه وبين خالقه معرفة خاصة .. فعرفه ربه في الشدة .. ونجاه من الشدائد .. وهذه معرفة خاصة تقتضي التقرب والمحبة .
* معرفة العبد لربه نوعان :
1- المعرفة العامة وهي معرفة الإقرار والإيمان ..
2- معرفة خاصة تقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية ، والانقطاع إليه ، والأنس به .. والطمأنينة .. والحياء منه .. والهيبة له .. وهذه المعرفة الخاصة يدور حولها العارفون ..
= قال البعض : مساكين أهل الدنيا ، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل وما هو ؟؟ قال: معرفة الله عز وجل .
* معرفة الله لعبده نوعان :
1- معرفة عامة .. وهي علمه سبحانه بعباده .. واطلاعه على ما أسروه وما أعلنوه .
قال تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ) .
وقال : ( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم ) .
2- معرفة خاصة : تقتضي محبة العبد لربه ، والتقرب إليه .. فيجيب الله دعاءه .. وينجيه من الشدائد ..
قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فلئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ) وفي رواية : ( ولئن دعاني لأجيبنه ).
- وقال عليه السلام : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد ، فليكثر الدعاء في الرخاء ..
- وقال سلمان الفارسي : إذا كان الرجل دعاء في السراء ، فنزلت به ضراء ، فدعا الله تعالى ، قالت الملائكة : صوت معروف فشفعوا له ، وإذا كان ليس بدعاء في السراء فنزلت به ضراء قالت الملائكة : صوت ليس بمعروف ، فلا يشفعون له .
== من أعظم الشدائد التي تنزل بالإنسان .. الموت .. وما بعده أشد منه ,, فالواجب أن يستعد له .. بالتقوى والصلاح ..
قال تعالى ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم )
* فمن ذكر الله في رخائه .. ذكره الله عند موته .. فثبته على التوحيد ..
وقال قتادة في قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) : أي من الكرب عند الموت .
وقال زيد بن أسلم في قوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا)، قال : يبشر بذلك عند موته وفي قبره ويوم يبعث ، فإنه لفي الجنة ، وما ذهبت فرحة البشارة من قلبه.