بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد .
أخي القارئ الكريم , السلام عليك ورحمة الله وبركاته , هذا موضوع أقدمه بين يديك , وهو من بحثي الخاص والذي كان له أثر كبير في نظرتي لأخي المسلم الذي يخالفني , وإليك بيانه .
الإختلاف بين علماء المسلمين , من حيث الإلتزام بالدليل , إما أن يكون منهجي , أو غير منهجي , فغير المنهجي , من أهم أسبابه , كما لايخفى عليك التعصب , وليس في بحث أقسامه ثمره , وأما المنهجي , فينقسم من حيث النسبة بين المختلفين , إلى داخلي بين أصحاب المذهب الواحد , أو مذهبي بين مذهبين مختلفين ,وهو ما أردت الكلام عليه بذكر بعض أسبابه , هو الخلاف المنهجي المذهبي .
ففي ظني من أهم أسبابه , ثلاثة أسباب رئيسية هي :
• السبب الأول : الإختلاف في حجيت الأصل الواحد من عدمه :
كالإختلاف في حجية القياس بين السادة الأحناف والمالكيه والشافعيه والحنابله من جهه , والسادة الظاهريه والجعفريه و الزيديه والإباضيه من جهة أخرى .
وكالإختلاف في حجية الإجماع بين طرفين , وحجية سنة آهل البيت عليهم الرضوان , وحجيت إجتهاد الصحابي ....وهكذا .
• السبب الثاني :الإختلاف في حجيت الجزء, من الأصل المتفق عليه:
كالإختلاف في حجيت القراءه الشاذه بين السادة الأحناف وغيرهم , والإختلاف في حجيت خبر الواحد المجرد من القرائن , والإختلاف في حجيت الإجماع السكوتي , وحجيت خبر الواحد فيما تعم به البلوى , وحجيت خبر الواحد المعارض لعمل أهل المدينه , وحجيت مرسل التابعي , وحمل المطلق على المقيد ......وهكذا .
• السبب الثالث : الإختلاف في تعيين قوة الإحتجاج بالأصل المتفق على حجيته :
كالإختلاف في كون الإجماع لا يفيد إلا الظن , أو إفادة القياس للعلم لا الظن .
• السبب الرابع : الإختلاف في تعيين قوة الإحتجاج بالجزء المتفق على حجيته :
كالإختلاف في إفادة خبر الواحد المتحف بالقرائن للعلم النظري أو للعلم الضروري , أو في مسألة مابقي من العموم بعد تخصيصه هل تدل عليه صيغة العموم دلالة قطعيه أو يبقى ظنيا , وهو الخلاف بين السادة الأحناف وغيرهم .
فما أن تفهمت هذه الأسباب , إلا وجدت نفسك تعظم قدر العلماء , وتحب من خالفك , ولاتجد في نفسك منه حرج, وترجوا له بصدق الهدايه , وتجد نفسك قادرا على تحرير محل النزاع , وتحرير أدلة المتخالفين .
منقوول