# السؤال
شيخنا مارأيكم في علي الجفري الذي انتشر صيته في هذه الأيام وجزاكم الله خيرا.
# الجواب
* المدعو علي الجفري قد بلغتنا أخباره من طرق شتى عن طريق الكتب وعن طريق الفضائيات وعن طريق مواقع الشبكة العنكبوتية. ولعل هذا الرجل من الذين أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم بكلمة الرويبضة؛ عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة سنين خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة، قالوا: وما الرويبضة؟ قال الفويسق يتكلم في أمر العامة» [أخرجه أحمد (3/220) وأبو يعلى (6/378/3715) والبزار (4/132/3373-الكشف) وجود إسناده الحافظ في الفتح (13/105)]. وهو أيضا ممن يصدق عليه ما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الحديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم". [أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/12/7)]. وحسب ما اطلعنا عليه من أخباره وأقواله يُرَى منه أنه يريد إحياء الفتن التي سنَّها سلفه من أئمة الضلالة كالسبكي وابنه وابن حجر الهيتمي وغيرهم، وهي سلسلة بدأت في وقت مبكر ممن اجتهدوا في إحياء سنة عمرو بن لحي الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رآه يجر أقتابه في النار لأنه أول من سيب السوائب وبحر البحائر وحام الحام [رواه البخاري وغيره]، ومنهم ابن علوي المالكي الذي تتلمذ عليه الجفري وأمثاله، والذي كانت إقامته بمكة كإقامة أبي جهل وأمية بن خلف، ومن سوء حظ الجفري أن دعوته المشؤومة الحقيرة هذه ظهرت في وقت انتشرت فيه السنة ولله الحمد، ودرس الناس التوحيد وأُلِّفت الكتب والمجلدات، وفتحت القنوات والمواقع جندت نفسها لنصرة التوحيد والذب عنه، وألفت كتب في فضائح الصوفية، وفي قمع كل مشرك وبليد في أي إقليم من أقاليم الأرض، وأصبحت الخرافات والشركيات سلعة بائرة بائدة لا يرغب فيها إلا من اختل عقله وانتكست فطرته، فيكفي الجفري غباء أنه لم يميز بين جوزة وبعرة، فالعاقل يختار الجوزة، والجفري يختار البعرة. ولو كنت شاعرا لجادت القريحة بهجوه والاستهزاء بأفعاله وحماقاته، ويكفيه سفها أنه رؤي في شريط يرقص كأصحاب السامري الذين وصفهم الله تعالى في القرآن؛ قال ابن كثير: "يقال: إنهم لما صوَّت لهم العجل رقصوا حوله وافتتنوا به وقالوا: هذا إلهكم وإله موسى فنسي"، وهذه الرقصة هي التي يسميها المتصوفة بالعمارة وهي لعمر الله الخسارة، وقد ألف بعض الأفاضل في الرد عليهم كتابا سماه: "الصاعقة المحرقة على المتصوفة الراقصة المتزندقة". وبالجملة فإننا نقول في هذا الجفري وأمثاله كما قال الشافعي رحمه الله: إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ ***** فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجـتَ عَنــــهُ ***** وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَـداً يَمـــوتُ
اهـ