عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
شرح الكلمات:
لا يقبض العلم انتزاعا: أي محوا من الصدور.
يبق عالما: إذا مات حملة العلم.
رؤوسا جهالا: أشباه العلماء.
ضلوا وأضلوا: أي ضلوا لأنهم تجشموا التقول على الله بغير علم، وأضلوا غيرهم فاحملوا أوزارهم.
الفوائد:
قال عبد الله بن مسعود: لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن، ثم يفيضون في الشعر.
وقال عمر بن الخطاب: من سوده قومه في الفقه كان حياة له ولهم، ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكا له ولهم.
وعن زياد بن جبير قال: قال عمر: هل تدري ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا، قال: يهدمه زلة العالم، وجدا المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين.
وقال ابن مسعود: عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه ذهاب أهله، وعليكم بالعل فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، وعليكم بالعلم وإياكم والتنطع والتعمق، وعليكم بالعتيق.
وقال ابن مسعود: لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا.
وقال سليمان: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس.
وقيل لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم.
وقال سفيان بن عيينة: وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم.
قال ربيعة: لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه.
وقال مالك بن أنس: لا تأخذ العلم من أربعة، وخذه مما سوى ذلك: من معلن للسفه وإن كان أروى الناس، ولا من كذاب يكذب في حديث الناس وإن كنت لا تتهمه بكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من صاحب هوى يدعو إلى هواه، ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به.
موضوع: قبض العلم 
السبت أبريل 19, 2008 8:11 am
