سئل الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الأندلسي المالكي المتوفى سنة 520هـ :
-: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية ؟
وأُعلِم - حرس الله مدته - أنَّه اجتمع جماعة من رجال ، فيُكثِرون من ذكر الله تعالى ، وذكر محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، ثم إنهم يُوقعون بالقضيب على شئ من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مَغشيََّا عليه، ويُحضرون شيئا يأكلونه.
هل الحضور معهم جائزٌ أم لا ؟ أفتونا مأجورين، يرحمكم الله
وهذا القول الذي يذكرونه:
يا شيخُ كُفَّ عن الذنوب ... قبل التفرق والزلل
واعمل لنفسك صالحًـا ... ما دام ينفعك العمل
أما الشباب فقد مضى ...ومشيبُ رأسكً قد نزل
وفي مثل هذا ونحوه .
فأجاب رحمه الله : (( مذهب الصوفية بطالةٌ وجهالةٌ وضلالة وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري ، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار؛ قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفَّار وعبًّاد العجل، وأمّا القضيب فأوّلُ من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى
وإنما كان يجلس النبي -صلى الله عليه وسلم -مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يُعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق .))اهـ
( تفسير القرطبي 11/237) الجامع لأحكام القرآن ، تفسير سورة ( طه)