باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وسلم في البحر إلى الخضر
3- عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، فقال ابن عباس: هو خضر. فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر من شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما موسى في ملإ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال موسى: لا، فأوحى الله إلى موسى: بلى، عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه. وكان يتبع أثر الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. قال: ذلك ما كنا نبغ، فارتدا على آثارهما قصصا. فوجدا خضرا، فكان من شأنهما الذي قص الله عز وجل في كتابه.
شرح الكلمات:
تمارى: أي تجادل.
الحر : هو بضم الحاء وتشديد الراء، وهو صحابي مشهور.
خضر: هو بفتح الخاء وكسر الضاد، أو بكسر الخاء وإسكان الضاد.
فوائد الحديث:
1. جواز التجادل في العلم إذا كان بغير تعنت.
2. الرجوع إلى أهل العلم عند الاختلاف.
3. العمل بخبر الواحد الصدوق.
4. ركوب البحر في طلب العلم، بل في طلب الاستكثار منه.
5. مشروعية حمل الزاد في السفر.
6. لزوم التواضع في كل حال، ولهذا حرص موسى على الالتقاء بالخضر عليهما السلام وطلب التعلم منه تعليما لقومه أن يتأدبوا بأدبه، وتنبيها لمن زكى نفسه أن يسلك مسلك التواضع.