حوار حصري مع الشيخ محمد المغراوي ، مؤسس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة
التزوج ببنات تسع سنوات ليس جريمة.
المجلة : هل بإمكانكم أن تحدثونا ابتداء عن سياق الفتوى وتاريخ إصدارها.
الشيخ : لا أذكر صراحة متى أصدرتها. يجب الرجوع للموقع لمعرفة ذلك. لعلها فتوى قديمة.
المجلة : ما هي المراجع التي اعتمدتم عليها في إصدار فتواكم؟
الشيخ : الفتوى مستندة على حديث معروف في صحيح البخاري، في باب زواج النبي – صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث تقول زوجة النبي صلى الله عليه وسلم انه تزوجها وسنها تسع سنوات.
وهذه حقيقة مذكورة أيضا في صحيح مسلم وفي غيره من الكتب التي عنت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا حديث معروف ، ولا يمكني إصدار فتوى دون الإستناد إلى نص شرعي صحيح.
المجلة : هل تبني الزواج في سن التاسعة ، يعد معارضا لما جاء في المدونة؟
الشيخ : صحيح، أن المدونة حددت سن الزواج في 18 سنة، غير أنها تخول للقاضي صلاحية الترخيص بالزواج في سن أقل، على حسب تقديره.
ونعرف كثيرا من الناس تزوجوا بنات في سن التاسعة. فالمدونة تسمح للقاضي بمعاينة قدرة البنت على الزواج. ولهذا يقوم باستدعائها، وطلب شهادة طبية تثبت قدرتها على الزواج. فإن أثبتت الخبرة الطبية قدرتها على الزواج فله الحق في تزويجها.
المجلة : ولكن هذا يعتبر تشجيعا على زواج البنات في سن صغيرة.
الشيخ : أنا دائما أشجع السائلين على الرجوع للقاضي في الزواج. ولم أشجع قط أحدا على الزواج بغير هذه الطريقة.
المجلة : فقه الواقع كما يقول الفقهاء المتخصصون، يجب أن يُاخذ بعين الإعتبار. فمن البديهي أن البنت في التاسعة في عصرنا هذا يجب أن تكون على مقاعد المدرسة.
الشيخ : يجب الرجوع دائما لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم. ونقول إذا ما تزوجت بنت في سن التاسعة، واقتضت المصلحة ذلك، فليس جريمة. فلنا أصل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
المجلة : ولكن فتواكم ستشجع البيدوفيليا
الشيخ : لم يخطر على بالي أبدا تشجيع هذا.
المجلة: ولكن إصدار هذا الرأي، سيجشع بعض الناس، خصوصا من يثقون بكم، على عقد مثل هذا الزواج، معتمدين على فتواكم.
الشيخ : رغم وجود النص الشرعي الذي يجيز هذا الزواج، غير أن المعني بالأمر يجب أن يحصل على موافقة القاضي. ولا أحد يستطيع الزواج بدون إذنه.
المجلة : ألا تظنون أن مثل هذه الفتوى تسيئ إلى صورة الرسول والإسلام؟ خصوصا عند الغربيين الذين يضعون الإسلام تحت المجهر؟
الشيخ : هذا ديننا، ونأخذ تشريعاته من مصادره الأصلية. ولا نستطيع إخفاء أشياء ثابتة في أهم مصادرنا الدينية. وهل نتناسى قراءتها، وهي أحداث تخص نبينا؟
المجلة : ما هو رد فعلكم تجاه هذه الحملة المثارة ضدكم؟
الشيخ : لم أتابع هذه الحملة. وقبل إثارتها كان الأجدر بمن تولى كبرها أن يتصلوا بالمعني بالأمر ويستفسرونه عن الأمور التي سمعوها.
لكن الاعتماد على فتوى عادية، وقد تكون قديمة، للنيل من شخصي، فهذا أمر غير طيب.سباب شخص بهذه الطريقة دون تكلف عناء الاتصال به، أمر غير مقبول. لهذا أظن أن هذه الحملة تحمل في طياتها أفكارا مبيتة. وهناك مبالغات كثيرة.. ولعل الدافع أيضا هو سوء النية. لأنهم يكتبون عني، وكأني متوفى . فلا أحد اتصل بي لمعرفة حقيقة الأمر.
المجلة : هناك، دعوى في المحكمة مقامة ضدكم، فما هو رد فعلكم؟
الشيخ : لم أتوصل بأي شيئ في هذا الصدد، وإن كانت هناك دعوى ضدي، فأنا طبعا سأدافع عن نفسي. وعندي الحجج والأدلة لدعم الفتوى.
ومن أراد النيل من شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا شأنه، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المعنية في هذا الصدد.
منقول من موقع الشيخ