حوار الشيخ المغراوي مع صحيفة الحياة المغربية الأسبوعية-05-10-2008
صحيفة الحياة : - لو تفضلتم بالتعريف بأنفسكم ، وبمراحل تعليمكم ؟ - الدكتور المغراوي:بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد , اسمي محمد بن عبد الرحمن المغراوي ولدت بمنطقة تافيلات وحفظت القرءان في سن العاشرة ثم انتقلت للدراسة بالمعهد الإسلامي بمكناس وكذا بثانوية ابن يوسف بمراكش وأخيراً إلى المدينة النبوية إلى أن أنهيت الدكتوراه وقد أسست جمعية الدعوة إلى القرءان والسنة بعد عودتي إلى المغرب سنة 1976م .
- صحيفة الحياة : - هل لكم سوابق من الفتاوى أثارت ردود فعل من الجهات الرسمية؟
- طيلة حياتي ولله الحمد لم أتعرض لأي موقف يثير فتنةً أو شغباً ولم أصطدم بأي جهة رسمية أمنية كانت أو علمية .
- صحيفة الحياة : - وصفكم المجلس العلمي الأعلى بأنكم فتانٌ ضالٌ مضل فما ردكم ؟ - الدكتور المغراوي:أقول حسبنا الله ونعم الوكيل لقد شربت الهداية منذ الصغر وتربيت عليها وتعلمتها وهي كتاب الله وسنة رسوله ولما تأهلت للبلاغ كانت مهمتي هي تبليغ تلك الهداية يظهر ذلك جليا في تلامذتي المنتشرين في المغرب وخارجه الذين منهم عمر القزابري إمام مسجد الحسن الثاني ورشيد بلعشية صاحب المسيرة القرءانية وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف يطلب منا كل سنة عدد من الحفاظ يوزعون علي مساجد مراكش وخارجها ولي ولله الحمد مؤلفات كثيرة انتشرت في الأسواق والمعارض الدولية وأشرطة مسموعة ومرئية لم يبلغني أي انتقاد عليها، والمفروض في الذي وصفني بهذا الوصف المشين أن يذكرني بالكتابة أو يحاجني بالمناظرة حتى يطلق هذا الوصف على علم وبصيرة وإلا فأنا ممن يجتهدون في اقتفاء آثار رسوله صلى الله عليه وسلم
والدعاوى ما لم تقيموا عليـ ** ها بينات أبناؤها أدعياء .
- صحيفة الحياة : - ذكر البلاغ بأن هذه الفتوى كانت بتقديرات خاصة من فهمكم هلا ذكرتم مستندكم في هذا الرأي؟ - الدكتور المغراوي:أقول هذه ليست بفتوى وإنما هو تفسير لآية من سورة الطلاق أتبعته بحديث رواه أصحاب الكتب الستة ما عدا الترمذي واتفق علي القول بموجبه كل شراح الحديث وكذا المفسرون والفقهاء.. وبالرجوع إلى تلك المصادر يتضح تهافت هذا الوصف الذي لا مستند له.
- صحيفة الحياة : - لجأت إلى الفقه المالكي في الاستدلال علي قولك هل تقصد تخفيف وطأة الهجوم أم ماذا؟ - الدكتور المغراوي:الفقه المالكي أعتبره من فهم السلف لاسيما الإمام مالك والمتقدمون من أصحابه الذين تضلعوا في العلم والسنة ومعرفة الأثر كابن عبد البر وابن وهب وابن مسلمة وغيرهم وقد اكتسبت خبرة في مذهب مالك رحمه الله، فقد تلقيته منذ الصغر وقمت بتدريسه في الكبر ورتبت أعظم مصادره وهو التمهيد لابن عبد البر، وأما تخفيف الوطأة فالله تعالى هو الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير فاللجوء إليه سبحانه والتضرع إليه وقراءة أدعية الكرب التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي تخفف الوطأة كما علمنا رسول الله أن الإنس والجن لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وقوله تعالى :{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ} (17) سورة الأنعام . ففي هذا كفاية لمن يتمسك بالعروة الوثقى فهو الركن إن خانتك أركان، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
- صحيفة الحياة : - كيف تجيبون عن قرار إغلاق دور القرءان بالمغرب؟ - الدكتور المغراوي:هذا كتاب الله وهذه سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم ومن تعرض لهما فلا يلومن إلا نفسه وعبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء أبرهة الحبشي لهدم الكعبة واجهه قائلا " إن للبيت رباً يحمية " ونحن نقول : دور القرءان لها رب يحميها ولها أنصار يطالبون بإعادة فتحها وهي في بلد مسلم ملكه يجل كتاب الله ويحمل على عاتقه خدمة كتاب الله ونشره ، وأكف الضراعة التي رفعت أمام البيت العتيق وفي ربوع المغرب الحبيب لن تخيب إن شاء الله.
- صحيفة الحياة : - يشاع عنكم بأنكم مرتبطون بالفكر الوهابي هل تجدون مضايقات بخصوص هذا الموضوع؟- الدكتور المغراوي:مصطلح الوهابية من اختراع علماء السوء في كل مكان ممن يحقدون على دعوة التوحيد والسنة، وأول من اخترعه هم الأتراك ليشوهوا دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي لم يأت بشيء جديد من عنده بل هو متبع في كل ما يقوله لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وآثار الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله تعالى.
- صحيفة الحياة : - هل تنون رفع تظلم إلى الملك ؟- الدكتور المغراوي:لا شك أن جلالة الملك هو مظنة للعدل والإنصاف، بل هما عنوان دولته فلا غرابة في اللجوء إليه بعد الله تعالى لرفع الظلم الواقع على مئات الآلاف من رعاياه الأوفياء من أبناء وطننا الحبيب الذين يرتادون دور القرآن، ولعل الله أن يفتح هذه الدور وترجع إلى ما كانت عليه من حفظ كتاب الله وسنة رسوله فيكون ذلك في ميزان حسناته ويسجل ذلك في سجل تاريخه .