المعرب و المبني
15 ـ والاســـــم منه معرب ومبنـي * * * لشبـــه من الحروف مدنــــي
16 ـ كالشبه الوضعي في اسمَي جئتنا * * * والمعنوي في متى وفي هنــا
17 ـ وكنيــــــابة عن الفعل بلا * * * تأثر و كافتقــــــــــار أصــلا
ينقسم الاسم إلى معرب ومبني, فبدأ رحمه الله بالمعرب لشرفه لأنه يفصح عن المعنى،أي إذا تغيرت الحركات فـُهم المعنى.
1 ـ الاسم المعرب : وهو الأصل ويسمى متمكنا وهو ما سلم من شبه الحرف.
2 ـ الاسم المبني : وهو الفرع ويسمى غير متمكن وهو الذي شابه الحرف.
وأنواع هذا الشبه هي الأربعة المذكورة في البيتين( 16 ـ 17 ).
أولا : الشبه الوضعي : أي أن الإسم شابه الحرف في الوضع كأن يكون موضوعا على حرف واحد نحو ضمير المفرد المتكلم (ت( أو على حرفين نحو ضمـير المتكلم( نا).
ثانيا : الشبه المعنوي : أي شابه الحرف في المعنى وهو قسمان :
1 ـ ما شابه حرفا موجودا :مثاله : متى تقوم؟ و متى تقوم أقوم؛ فالأول بمعنى همزة الاستفهام،والثاني بمعنى إن الشرطية.
فائدة : قد يقول قائل : لماذا أعربت أيٌّ الشرطية في نحو قولـه تعالى{أيما الأجلين قضيت}و الاستفهامية في نحو{فأي الفريقين أحق}،فالجواب أنه لضعف الشبه بما عارضه من ملازمتها للإضافة التي هي من خصائص الأسماء.
2 ـ ما شابه حرفا غير موجود : مثاله اسم الإشارة( هنا ) فالعرب لم تضع حرفا له فيكون مقدرا غير معلوم.
فائدة : وإنما أعربت هذان وهاتان لضعف الشبه بما عارضه من مجيئها على صورة المثنى ، و التثنية من خصائص الأسماء.
ثالثا : الشبه الاستعمالي: أي شابهه في النيابة عن الفعل وعدم التأثر بالعامل، ومثاله :أسماء الأفعال مثل ( صه ، مه ، حذار ، إليك ، نزال ، اف ) .
**/ ملاحظات :
ـ اسم الفاعل إذا كان معناه مقصودا فانه لا يدخل عليه عامل أصلا فضلا عن أن يعمل فيه مثل : دراكِ زيدا.
ـ اسم الفاعل إذا لم يقصد به معناه ـ بأن يقصد لفضه مثلا ـ فان العامل قد يدخل عليه ومثاله قول الشاعِر:
ولنعم حشــــــــوُ الدرعِ أنت إذا دعيَّت نزال ِ ولــُـجَّ في الذعر
كذالك :
وقد علمت سلامة أن سيفــــــي * * * كريه كلما دُعيت نـــــــــــزال ِ
وكذالك :
عرضنا نزال فلم ينزلــــــــــوا * * * وكانت نزال ِعليهم أطــــــــــمْ
فكلمة نزال مرفوعة بضمة مقدرة على آخرها منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي.
قوله ( بلا تأثر) : أخرج المصدر الذي يتأثر بالعامل مثل : ضربا زيدا ، فانه نائب مناب اضرب أي : اضرب ضربا زيدا، فهو منصوب بالفعل المحذوف.
رابعا : الشبه الافتقاري : أي شابه الحرف من حيث أنه يفتقر إلى جملة حتى يكون له معنى مثل : إذ وإذا وحيث. ومثل : الأسماء الموصولة، فإنها مفتقرة في كل أحوالها إلى صلة.
قولـه ( أُصِّــلاَ) : أخرج النكرة لأنها تفتقر إلى وصف ولكن هذا ليس افتقارا أصليــا لإمكان فهم المعنى دون زيادة وصف إلى النكرة.
**/ ملاحظة : إذا كـــان الافتقار أصليا إلى مفرد غير جملة فلا تكون الكلمــة مبنية ، مثل كلمة( سبحان) وكلمة( عند) ، و(أي الموصولة) .
• الحـــاصل أن البناء يكون في ستة أبواب : الأسماء المضمرة ، أسماء الشرط ، أسماء الاستفهام ، أسماء الإشارة ، اسم الفعل ، الاسم الموصول.
انتهى الدرس الثالث .. ننتقل إلى الدرس الرابع