كان لأهل البيت رضي الله عنهم مكانة عالية في نفس شيخ الإسلام رحمه الله وهذا ما تثبته كتبه وفتاواه ونذكر منها :
ما جاء في الفتاوى الكبرى ( ج3 ص154 ) وهو في العقيدة الواسطية ما نصه :
(... ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال يوم غدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) ، وقال للعباس عمه – وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم- ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) وقال صلى الله عليه وسلم إن الله أصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ،واصطفى من قريش بني هاشم ) .
وقال في الفتاوى ( ج3 ص407 ) وهو في الوصية الكبرى
( ص297 ) ما نصه : ( آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها ، فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء ، وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا :
( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ، وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد) وقد قال الله في كتابه :
(( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ))
وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس . وفي المسانيد والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس – لما شكا إليه جفوة قوم لهم – ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي ) وفي الصحيح أنه قال : ( إن الله اصطفى .. الحديث المذكور ) .
وأورد شيخ الإسلام ابن تيميه في درجات اليقين ( ص149) قوله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي ) .
وقال ابن تيميه في اقتضاء الصراط ( ص 73 ) الحجة قائمة بالحديث
وقال في ( ص89 ) وانظر إلى عمر بن الخطاب حين وضع الديوان
فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تبرأ شيخ الإسلام ابن تيمية من مبغضي علي رضي الله عنه : ...ومعلوم أن شر الذين يبغضونه هم الخوارج الذين كفروه واعتقدوا أنه مرتد عن الإسلام واستحلوا قتله تقربا إلى الله تعالى حتى قال شاعرهم عمران بن حطان.
يا ضربة من تقي ما أراد بها***** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه***** أوفى البرية عند الله ميزانا
فعارضه شاعر أهل السنة فقال:
ياضربة من شقي ما أراد بها***** إلا ليبلغ من ذى العرش خسرانا
إني لأذكره حينا فألعنه *****لعنا وألعن عمران بن حطانا
وقد قال في وصف العلماء العادلين:{....وأما العالم العادل فلا يقول إلا الحق ، ولا يتبع إلا إياه ، ولهذا من يتبع المنقول الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخلفائه ، وأصحابه ، وأئمة أهل بيته ، مثل الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، وابنه الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، وابنه الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق شيخ علماء الأمة ، ومثل أنس بن مالك ، والثوري وطبقتهما ، وجد ذلك جميعه متفقا مجتمعا في أصول دينهم ، وجماع شرائعهم ، ووجد في ذلك ما يشغله وما يغنيه عما أحدثه كثير من المتأخرين من أنواع المقالات التي تخالف ما كان عليه أولئك السلف وهؤلاء المتأخرين ، ممن ينتصب لعداوة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويبخسهم حقوقهم ، ويؤذيهم ، أو ممن يغلو فيهم غير الحق ويفتري عليهم الكذب ، ويبخس السابقين والطائعين حقوقهم .....}
موقف شيخ الإسلام من مقتل الحسين وقاتليه:
كان موقف الشيخ الصريح من مقتل الحسين رضي الله عنه ما يثبت ما عقيدة الشيخ في أهل البيت رضوان الله عليهم.
فكان مما قاله:
...يوم عاشوراء الذي أكرم الله فيه سبط نبيه ، وأحد سيدي شباب أهل
الجنة بالشهادة على أيدي من قتله من الفجرة الأشقياء ، وكان ذلك مصيبة
عظيمة من أعظم المصائب الواقعة في الإسلام ..................ولا ريب
أن ذلك إنما فعله الله كرامة للحسين رضي الله عنه ، ورفعا لدرجته
ومنزلته عند الله ، وتبليغا له منزل الشهداء ، وإلحاقا له بأهل بيته الذين
ابتلوا بأصناف البلاء ، ولم يكن الحسن والحسين حصل لهما من الابتلاء
ما حصل لجدهما ولأمهما وعمهما ، لأنهما ولدا في عز الإسلام ، وتربيا
في حجور المؤمنين ، فأتم الله نعمته عليهما بالشهادة ، أحدهما مسموما ،
والآخر مقتولا ، لأن الله عنده من المنازل العالية في دار كرامته ما لا
ينالها إلا أهل البلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل : أي الناس
أشد بلاء ؟ فقال :
( الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان
في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء
بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة )
وقال أيضا رحمه الله[size=12]:.{....... وشقي بقتله من أعان عليه ، أو رضي به...}
فرضي الله عن الحسنين وحشرنا الله في زمرتهم.....والعن اللهم من قتله أو أعان على قتله أو رضي بذلك.وصلي اللهم على النبي الأمين وأهل بيته الطيبين وصحبه ناصري هذا الدين.