الحلقة الثانية :
*** الحديث الصحيح : هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه بغير شذوذ ولا علة .
شرح وقيود التعريف :
(أ) اتصال السند : ومعناه أن كل راو قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول السند إلى منتهاه .
وتخلف هذا الشرط ينتج عنه أنواع من الحديث الضعيف : (المنقطع – المعضل – المعلق – المرسل – المدلس – المرسل الخفي – المعنعن - المؤنن ) .
المنقطع : هو ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه .
المعضل : هو ما سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي.
المعلق : هو ما حذف من مبدأ إسناده راو فأكثر على التوالي .
• سؤال : ما حكم معلقات الصحيحين ؟
المرسل : هو ما سقط من آخر إسناده من بعد التابعي .
• سؤال : ما حكم الاحتجاج بالمرسل – مرسل الصحابي ؟
المدلس :وهو ما أُخفي عيب في إسناده وحُسِّنَ ظاهره ، وهو ثلاثة أقسام :
• تدليس الإسناد : وهو أن يروي الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه .
• تدليس التسوية: هو رواية الراوي عن شيخه ثم إسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقى أحدهما الآخر .
• تدليس الشيوخ : هو أن يروي الراوي عن شيخ حديثا سمعه منه ، فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف حتى لا يعرف .
• الأغراض الحاملة على تدليس الشيوخ (ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة – صغر سنه بحيث يكون أصغر من الراوي عنه – تأخر وفاته بحيث يكون شاركه في السماع منه جماعة دونه – إيهام كثرة الشيوخ) .
• الأغراض الحاملة على تدليس الإسناد (ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة – توهيم علو الإسناد – فوات شئ من الحديث عن شيخ سمع منه الكثير) .
• ورواية المدلس ضعيفة إلا إذا صرح بالسماع أو التحديث ، وفي حالة ما يكون الراوي معروفاً بتدليس التسوية فلابد وأن يصرح بالسماع من أوله حتى نهاية الإسناد .
المرسل الخفي : وهو أن يروي عمن عاصره ما لم يسمع منه بلفظ يحتمل السماع وغيره كـ " قال " .
• سؤال : ما الفرق بين تدليس الإسناد والمرسل الخفي ؟
المعنعن : هو قول الراوي فلان عن فلان .
المؤنن : هو قول الراوي : أن فلان قال .
• والمعنعن والمؤنن لهما حكم الاتصال بشرط ألا يكون الراوي بهما مُدَلِساً ، وأن يمكنه لقاء الراوي عنه ، وزاد البخاري : ثبوت اللقاء ، وزاد السمعاني : طول الصحبة .
(ب) عدالة الرواة : وهي عبارة عن ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة . (ولي وقفة مع هذا التعريف أعرضها فيما بعد – بمشيئة الله - .
• وتتحقق العدالة باجتناب الكبائر ، وبعض الصغائر التي تدل على خسة النفس ، ودناءة الهمة كسرقة لقمة والتطفيف في الوزن بحبة ، وبعض المباحات كالحرف الدنيئة واللعب بالحمام مثلا إن لم يكن حاجة لذلك .
• والمروءة هي آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسانَ على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات .
وتخلف هذا الشرط ينتج عنه أنواع من الحديث الضعيف (الموضوع – المتروك – المنكر – حديث المجهول– المبهم– حديث المبتدع الداعية الذي يروج لبدعته) .
الموضوع : هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
• سؤال : ما هي دواعي الوضع ؟
المتروك : هو ما انفرد به واحد ، أجمعوا على ضعفه .
هذا التعريف هو ما ذهب إليه البيقوني ، وقال بعض العلماء ومنهم ابن حجر في النخبة : إن المتروك هو ما رواه راوٍ متهمٌ بالكذب .
المنكر : هو الحديث الذي في إسناده راو فحش غلطه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه .
• هذا التعريف هو ما ذهب إليه البيقوني ، وقال بعض العلماء ومنهم ابن حجر في النخبة : أن المنكر هو ما رواه الضعيف مخالفاً لما رواه الثقة . (والفرق بين التعريفين أن التعريف الثاني فيه زيادة قيد المخالفة)
• وعلى التعريف الثاني يكون المعروف مقابلاً للمنكر ، وهو ما رواه الثقة مخالفاً للضعيف .
حديث المجهول : والجهالة هي عدم معرفة عين الراوي أو حاله .
• أسباب الجهالة : (كثرة نعوت الراوي – قلة روايته – عدم التصريح باسمه ) .
• والمجهول قسمان : (جهالة العين ، وهو من لم يرو عنه إلا راو واحد – جهالة الحال ، وهو من روى عنه اثنان فأكثر لكن لم يوثق )
المبهم : هو الحديث الذي فيه راو لم يصرح باسمه .
• سؤال : هل تقبل رواية من أبهم بلفظ التعديل كأن يقول الراوي عنه : أخبرني الثقة ؟ .
حديث المبتدع الداعية الذي يروج لبدعته :
رواية المبتدع مقبولة بشرطين : (ألا يكون داعية إلى بدعته ، وألا يروي ما يروج بدعته )
يتبع بإذن الله تعالى =
منقول