جواب الحافظ العراقي لتلميذه الحافظ ابن حجر حول توثيق ابن حبان
جاء في أجوبة الحافظ العراقي على أسئلةتلميذه الحافظ ابن حجر العسقلاني المطبوع بذيل أجوبة الحافظ ابن حجرالعسقلاني . عن دار (أضواء السلف ) تحقيق عبد الرحيم القشقري.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ص 136 :
" وما يقول سيدي في أبي حاتم ابن حبانإذا انفرد بتوثيق رجل لا يُعرف حاله إلا من جهة توثيقه له ، وهل ينهضتوثيقه بالرجل إلى درجة من يُحتج به ؟
وإذا ذكر ذلك الرجل بعينه ، أحد الحفاظ ، كأبي حاتم الرازي بالجهالة ، هل يرفعها عنه توثيق ابن حبان له وحد أم لا ؟
فأجاب الحافظ العراقي ص 141 :
" إن الذين انفرد ابن حبان بتوثيقهم لا يخلو :
- إما أن يكون الواحد منهم لم يرو عنه إلا راو واحد.
- أو روى عنه اثنان ثقتان وأكثر ، بحيث ارتفعت جهالة عينه.
فإن كان روى عنه اثنان فأكثر ، و وثقه ابن حبان ،ولم نجد لغيره فيه جرحاً ، فهو ممن يُحتج به.
وإن وجدنا لغيره جرحا مفسرا ، فالجرح مقدم.
وقد وقع لابن حبان جماعة ، ذكرهم في الثقات ؛ وذكرهم في الضعفاء ؛ فينظر أيضا إن كان جرحه مفسراً فهو مقدم على توثيقه.
فأما من وثّقهم ولا يعرف للواحد منهم إلا راو واحد ؛
فقد ذكر ابن القطان في كتابه " بيان الوهم والإيهام " :
أن من لم يرو عنه إلا واحد ووثق ؛ فإنه تزولجهالته .
وذكر ابن عبد البر : أن من لم يرو عنه إلا واحد ، وكان معروفا في غير حمل العلم ، كالنجدة والشجاعة والزهد ، احتج به.
وإذا تعارض توثيق ابن حبان بتجهيل أبي حاتم الرازي لمن وثقه :
فمن عرف حالالراوي بالثقة مقدم على من جهل حاله ، لأن من عرف ، معه زيادة علم ، لكنابن حبان منسوب إلى التساهل في التصحيح والتوثيق ، لكنه أرفع درجة من الحاكم.
قال أبو بكر الحازمي:
" وابن حبان أمكن في الحديث من الحاكم " .
أ.هـ كلام الحافظ العراقي رحمه الله