الترفاس رشيد
عدد الرسائل : 427 تاريخ التسجيل : 02/10/2007
| موضوع: تخريج حديث جابر قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إب الأحد يناير 01, 2012 3:20 am | |
| قال صاحب ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) في تخريج هذا الحديث [رقم/2010]:
2010- صحيح: أخرجه عبد الرزاق [2922]، وعنه أحمد [294/3]، وابن خزيمة [649]، والطبراني في الكبير [2/ رقم 1745]، وفي الأوسط [3/ رقم 2983]، وفي الصغير [رقم/ 271]، ومن طريقه ابن عساكر في المعجم [رقم/ 355]، والبيهقي في سننه [رقم/2542]، وابن سعد في الطبقات [421/1]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد اللَّه به ... قال الطبراني: لم يروه عن منصور إلا معمر لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد. قلتُ: وهذا وسنده صحيح مستقيم. وقد توبع عليه عبد الرزاق: تابعه هشام بن يوسف الصنعاني عند أبي جعفر الطحاوي في شرح المعاني [231/1]، بإسناد صحيح إليه. ثم رأيت مهنا بن يحيى الشامي قد قال في ( سؤالاته عن الإمام أحمد ) كما نقله عنه مغلطاي في الإعلام [1/1491]- وعنده تصحيف وأغلاط -: ( سألت أحمد ويحيى عنه فقالا: ليس بصحيح...) ! ويحيى: هو أبو زكريا الغطفاني الحافظ؟! ثم كشف الإمام أحمد علة هذا الحديث! وهي أن معمر قد خولف فيه ! خالفه أبو عبد الله الثوري ! فرواه عن منصور عن إبراهيم النخعي به مرسلا ...! فقال الإمام أحمد: ( ثنا ابن مهدى عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: حُدِّثتُ: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان إذا سجد جافى ...) الحديث. قلتُ: وهكذا رواه عبد الرزاق في مصنفه [رقم/2926]، عن الثوري عن منصور عن إبراهيم به مثله ... ولا ريب أن قول الثوري هو المحفوظ ! ثم وجدت الزين ابن رجب في ( شرح العلل): قد لَيَّنَ معمرًا في روايته عن منصور بن المعتمر ! فقال: ( ومعمر في منصور كأنه ليس بالقوي ، فإن معمراً روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر : "أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . كان إذا سجد جافى " ، ورواه سفيان عن منصور عن إبراهيم مرسلاً . والصحيح عند أحمد وابن معين قول سفيان في هذا ، وحديث معمر عندهما خطأ ). قلتُ: وفاته أن ابن ثابت الحافظ قد أخرج في (تاريخه) بسنده عن محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي قال:( رأيت أبا زرعة الرازي دخل على أحمد بن حنبل وحدَّثه، ورأيته قد مجمج على حديث كان حدثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم" كان إذا سجد جافى بين جنبيه" وقد مجمج عليه أحمد! فقال له أبو زرعة: أي شيء خبر هذا الحديث؟ فقال أخاف أن يكون غلطا على رسول الله صلى الله عليه وسلم! وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم أنه "كان إذا سجد جافى بين جنبيه" فقال له أبو زرعة يا أبا عبد الله الحديث صحيح! فنظر إليه؟ فقال أبو زرعة: حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل حدثنا رضوان البخاري قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سالم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كان إذا سجد جافى بين جنبيه" وحدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا معمر عن منصور عن سالم عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه" فقال أحمد: هات القلم إليَّ، فكتب: صح صح صح ثلاث مرات. ) قلتُ: فظاهر تلك القصة أن الإمام أحمد قد رجع عن إعلال حديث معمر، لكون الفضيل قد تابعه عليه عن منصور. بل وصححه أيضًا. لكن يعكِّر على كل هذا: أن: ( محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي ) راوي تلك القصة عن أبي زرعة، شيخ غائب الحال ! ترجمه الخطيب في تاريخه [5/360] فقال: ( محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي سمع أحمد بن حنبل وأبا زرعة الرازي، روى عنه عمر بن محمد بن إسحاق العطار، وسنورد حديثه في أخبار أبي زرعة الرازي إن شاء الله ). ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا ! وطريق الخطيب إليه مخدوش أيضًا ! فالذي يظهر لي: أن تلك القصة غير ثابتة عن أبي زرعة ولا أحمد! فالحاصل: أن الحديث هنا معلول لا يثبت من هذا الوجه ! لكن: له شواهد عن جماعة من الصحابة به ... ويأتي منها: حديث ميمونة بنت الحارث عند المؤلف [برقم/ 7096، 7102]، وسنده صحيح ثابت، كما سنذكره هناك إن شاء الله. [تنبيه مهم]: قد سقط ذكر (معمر) من سند المؤلف في طبعة حسين الأسد!! وهو ثابت في الطبعة العلمية [2/ رقم/ 2006]. وإسحاق شيخ المؤلف: هو ابن أبي إسرائيل الحافظ الورع الإمام الكبير.
| |
|